ثقافة يوم الأحد 20 أكتوبر.. تفاصيل الاحتفاء بمئوية الفنانة التشكيلية صفية فرحات
سيقع الاحتفاء بهذه المئويّة يوم الأحد 20 أكتوبر 2024 في الساعة التاسعة صباحا بمتحف صفية فرحات للفنون، والكائن في صلب مركز الفنون الحية برادس.
ويتوزع برنامج هذه المئوية بين مجموعة من المداخلات التي تتطرق إلى بعض جوانب سيرة الفنانة، وبعض الشهادات الحية يدلي بها اشخاص عرفوا صفية فرحات وتعاملوا معها؛ كما يكون هذا الإحتفاء مزدانا بمعرض لمجموعة من أعمال الفنانة التي لم يقع عرضها سابقا في فضاء واحد.
صفيّة فرحات فنّانة تشكيليّة عاشت في القرن العشرين (1924-2004) و ساهمت بصفة فعّالة في تطّوير الفنون التّشكيليّة غداة الاستقلال. وقد اقترنت حركتها بتاريخ تونس الحديث و تميّزت بالتزامها غير المنقطع بإرساء ثقافة تونسيّة أصيلة تستمدّ جذورها من البلاد، وهي في آن واحد مواكبة للحداثة.
و قد كانت تؤمن بشموليّة الفعل الفنّي ممّا حملها - إلى جانب ما كانت تقوم به من أعمال فنّيّة - على انجاز عدد من المشاريع و الهياكل تساعد على تطوير التّكوين الفني وإشعاع لغة تشكيلية تونسية حديثة.
زاولت تعليمها بمدرسة الفنون الجميلة في فترة الاستعمار، و تحصّلت على شهادة الفنون الجميلة عام 1953. درّست في نفس المؤسسة مادّة التّصميم الدّاخلي منذ 1958. وهي أوّل تونسيّة تتولّى إدارة مدرسة الفنون الجميلة عام 1966 وقد عملت في هذا المنصب على تطوير تدريس الفنّ شكلا و مضمونا، بحيث ارتقت به إلى المستوى الجامعي. قبل ذلك، قامت عام 1959 بتأسيس مجلّة "فائزة" و هي أوّل مجلة نسائيّة تصدر غداة الاستقلال. و كان الهدف من ذلك تدعيم مكاسب المرأة التي جاءت بها مجلة الأحوال الشخصيّة عام 1956.
في الأثناء (1963) أسست صفيّة فرحات مع الفنان عبد العزيز القرجي، شركة تزويق، اعتنت بتهيئة عدد من الفضاءات العامّة و المباني الرّسمية، كان لها دور كبير في توجيه الذّوق العّام و في إرساء أسلوب تونسي.
بعد مغادرة مدرسة الفنّون الجميلة (الّتي تحولت في الأثناء إلى "المعهد العالي للفنون الجميلة للهندسة المعماريّة و التّعمير") قامت صفية فرحات بتأسيس مركز الفنون الحية برادس. وهو فضاء تعليمي تنشيطي، موجّه لرواد الفنّ التّشكيلي مهما اختلفت أعمارهم، و مستوياتهم التّعليميّة. وهي طريقة أخرى لتعميم الممارسة الفنيّة في البلاد.
كل هذه المشاريع لا تنسينا أنّ صفيّة فرحات هي قبل كلّ شيء فنّانة تجيد الرّسم بمختلف و سائله التعبيريّة. وقد تميّزت خاصًة بما قامت به من تطوير عدد من الحرف الفنيّة، و خاصة منها النّسيج و السّجاد الحائطي، الّذي ثوّرت أساليبه، و نقلته من مجال الممارسة التّقليديّة، إلى مغامرة تشكيليّة معاصرة.